في صباح يوم مشمس وجميل ، خرجت رقية ونزار في رحلة صيد على شاطئ البحر رفقة أبويهما وهما في غاية السرور والفرح . حمل كل منهما قصبة للصيد وكل ما يلزم للرحلة . وعند الوصول ، رمى كل منهما قصبته وجلسا فوق الجرف ينتظران حظهما وهما يتمنيان اصطياد سمكة كبيرة
وبعد طول انتظار ، تحركت قصبة رقية فصاحت : أنظر يا نزار إلى قصبتي إنها تتحرك بقوة
قال نزار : تمسكي بالقصبة جيدا واجذبيها إلى الأعلى حتى لا تنفلت السمكة من الصنارة يا رقية
صاحت رقية من شدة الفرح : إنها سمكة كبيرة ! أنا محظوظة جدا يا أخي
وبعد برهة ، أحس نزار أيضا بقصبته تتحرك . فقال لرقية : أظنها سمكة كبيرة علقت بصنارتي
تمسك نزار بالقصبة وجذبها بكل قوته إلى الأعلى ، فكانت المفاجأة ! لم تكن سمكة كما كان يظن . إنه حذاء قديم علق بصنارته
ضحكت رقية وقالت له ساخرة : يال خيبة أملك يا نزار
أحس نزار بالخجل والضجر . لكنه أصر على المحاولة ثانية ، فرمى بالصنارة بعيدا لعل البحر يجود عليه بسمكة مثل رقية . وما هي إلا لحظات حتى أحس بشئ كبير يحرك القصبة . جذبها بقوة . وإذا به يعثر على فردة حذاء ثانية
انفجرت رقية من الضحك لهول المنظر . استسلم نزار ورضي بما اصطاده ولم يكترث لسخرية وشماتة رقية . فقرر أن ينتعل ذاك الحذاء المبلل والقديم وقال : قد يكون هذا الحذاء لرجل عظيم أو بطل من الأبطال
وبينما هو يجرب الحذاء في قدميه ، وإذا به يتحول من حذاء قديم وقبيح المنظر إلى حذاء ساحر وجميل لم يريا مثله من قبل
فصاح نزار فرحا : ألم اقل لك ؟ لعله حذاء لحورية بحر أو قرصان ؟ أنا فعلا محظوظ يا رقية